فصل: فصل في التعريف لاسورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم




.سورة الأعراف:

.فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

.فصل في التعريف لاسورة الكريمة:

.قال القرطبي:

سورة الأعراف هي مكية، إلا ثمان آيات، وهي قوله تعالى: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ} [الأعراف: 163] إلى قوله: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ} [الأعراف: 171]. وروى النسائي عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في صلاة المغرب بسورة الأعراف، فرَّقها في ركعتين. صححه أبو محمد عبد الحق. اهـ.

.قال الخازن:

سورة الأعراف: نزلت بمكة روى ذلك عن ابن عباس وبه قال الحسن ومجاهد وعكرمة وعطاء وجابر بن زيد وقتادة وروى عن ابن عباس أيضًا أنها مكية إلا خمس آيات أولها {واسألهم عن القرية التي كانت} وبه قال قتادة وقال مقاتل ثمان آيات في سورة الأعراف مدنية أولها {واسألهم عن القرية} إلى قوله: {وإذ أخذ ربك من بني آدم} وهي مائتان وست آيات وثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمس وعشرون كلمة وأربعة عشرة ألف حرف عشرة أحرف. اهـ.

.قال السيوطي:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
مقدمة سورة الأعراف أخرج ابن الضريس والنحاس في ناسخه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال: سورة الأعراف نزلت بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال: أنزل بمكة الأعراف.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة قال: آية من الأعراف مدنية وهي واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إلى آخر الآية وسائرها مكية.
وأخرج سمويه في فوائده عن زيد بن ثابت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بطولي الطولين {المص}.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن خزيمة وابن حبان والحاكم عن أبي أيوب وزيد بن ثابت «أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالأعراف في الركعتين جميعا» وأخرج البيهقي في سننه عن عائشة «أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الأعراف في صلاة المغرب فقرأها في ركعتين» اهـ.

.قال الألوسي:

سورة الأعراف:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أخرج أبو الشيخ وابن حبان عن قتادة قال: هي مكية إلا آية وأسألهم عن القرية وقال غيره: إن هذه إلا وإذ أخذ ربك مدني: وأخرج غير واحد عن ابن عباس وابن الزبير أنها مكية ولم يستثنيا شيئا وهي مائتان وخمس آيات في البصري والشامي وست في المدني والكوفي فالمص وبدأكم تعودون كوفي ومخلصين له الدين بصري وشامي وضعفا في النار والحسنى على بني إسرائيل مدني وكلها محكم وقيل: إلا موضعين الأول وأملي لهم فانه نسخ بآية السيف والثاني خذ العفو فانه نسخ بها أيضا عند ابن زيد وادعى أيضا أن وأعرض عن الجاهلين كذلك وفيما ذكر نظر وسيأتي الكلام فيه إن شاء الله تعالى. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

بصيرة في {المص}:
هذه السّورة نزلت بمكة إِجماعًا.
وعدد آياتها مائتان وستُّ آيات في عدّ قرّاءِ كوفة والحجاز، وخمس في عدّ الشَّام والبصرة.
وكلماتها ثلاثة آلاف وخمس وعشرون كلمة.
وحروفها أَربعة عشر أَلفا وثلاثمائة وعشرة أَحرف.
والآيات المختَلف فيها خمس: المص {بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} {ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ} على بنى إِسراءِيل.
مجموع فواصل آياته م ن د ل على الدّال منها آية واحدة: ألمص، وعلى الَّلام واحدة: آخرها إِسرائيل.
ولهذه السّورة ثلاثة أَسماء: سورة الأَعراف، لاشتمالها على ذكر الأَعراف في {وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ} وهى سُور بين الجنّة والنَّار.
الثَّانى سورة الميقات؛ لاشتمالها على ذكر ميقات موسى في قوله: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا}.
الثالث سورة الميثاق؛ لاشتمالها على حديث الميثاق في قوله: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى} وأشهرها الأَعراف.
مقصود السّورة على سبيل الإِجمال: تسليةُ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في تكذيب الكفَّار إِيَّاه وذكر وزن الأَعمال يوم القيامة، وذكر خَلْق آدم، وإِباءُ إِبليس من السّجدة لآدم، ووسوسته لهما لأَكل الشّجرة، وتحذير بنى آدمَ من قبول وسوسته، والأَمر باتِّخاذِ الزِّينة، وستر العورة في وقت الصّلاة، والرّد على المكذِّبين، وتحريم الفواحش ظاهرًا وباطنًا، وبيان مَذَلَّة الكُفَّار في النَّار، ومناظرة بعضهم بعضًا، ويأسهم من دخول الجنَّة، وذكر المنادِى بين الجنَّة والنَّار، ونداء أَصحاب الأَعراف لِكلا الفريقين وتمنِّيهم الرّجوع إِلى الدّنيا، وحُجّة التوحيد، والبرهان على ذات الله تعالى وصفاته، وقصة نوح والطُّوفان، وذكر هود وهلاك عاد، وحديث صالح وقهر ثمود، وخبر لوط وقومه، وخبر شُعَيْب وأَهل مَدْيَن، وتخويف الآمنين من مكر الله، وتفصيل أَحوال موسى وفرعون والسّحرة، واستغاثة بنى إِسرائيل، وذكر الآيات المفصَّلات، وحديث خلافة هارون، وميقات موسى، وقصّة عِجْل السّامِرىّ في غَيْبَةِ موسى ورجوع موسى إِلى قومه، ومخاطبته لأَخيه هارون، وذكر النبي الأُمِّىّ العربي صلى الله عليه وسلم، والإِشارة إِلى ذكر الأَسباط، وقصّة أَصحاب السّبْت، وأَهْل أَيْلة، وذم علماءِ أَهل الكتاب، وحديث الميثاق ومعاهدة الله تعالى الذَّرية وطرد بَلْعام بسبب ميله إِلى الدنيا، ونصيب جهنَّم من الجنِّ والإِنس، وتخويف العباد بقرب يوم القيامة، وإِخفاء علمه على العالمين، وحديث صحبة آدم وحواء في أَوّل الحال، وذمّ الأَصنام وعُبّادها وأَمر الرّسول بمكارم الأَخلاق، وأَمر الخلائق بالإِنصات والاستماع لقراءَة القرآن، وخُطْبة الخطباءِ يوم الجمعة، والإِخبار عن خضوع الملائكة في الملكوت، وانقيادهم بحضرة الجلال في قوله: {يُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}. اهـ.

.قال محمد أبو زهرة:

سورة الأعراف هي سورة مدنية إلا ثمانى آيات من الآية رقم 163 إلى الآية 170، وسنتكلم فيها في موضعها- إن شاء الله تعالى- وعدد آيات هذه السورة الكريمة ست ومائتان.
وقد ابتدأ الله تعالى هذه السورة بالحروف {المص}، وقد تكلمنا في هذه الحروف في فواتح سور القرآن، وذكرنا أنها من المتشابه الذي اختص علم الله تعالى، وذكرنا حكمة ذكرها، وعند الله غيب أمرها.
ابتدئت السورة بذكر القرآن، والأمر باتباعه، ثم أشارت إلى أن يوم القيامة يجيء بغتة، فالقرى يجيئها أمر الله بغتة وهم نائمون، وعندئذ يحس الظالمون بظلمهم إذ ذهب طغيانهم، ويبين الله تعالى أن اليوم يوم سؤالهم عما ظلموا، وتوزن أعمالهم بخيرها وشرها، والوزن يومئذ الحق، وقد ذكر سبحانه أن السبب في طغيانهم أنه مكن لهم في الأرض، وتمكن الشيطان منهم.
ويذكر سبحانه كيف يتمكن الشيطان، وساق سبحانه وتعالى قصة الخلق الأول، ليبين لهم عداوة إبليس وكيف أغوى آدم على مخالفة ربه، هو وزوجه حواء، وقاسمهما إنى لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور، وقد ذكر سبحانه عاقبة ذلك التدلى.
صرح بعد ذلك القصص الحكيم بالنهى عن الخضوع للشيطان إبليس ومن معه، فقال: {يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون}.
وبين سبحانه أنه كما دلى الشيطان آدم وزوجه بغرور حتى تسبب في نزع لباسهم كذلك يغرى قريشا فيجعلهم يطوفون عراة، وإن ذلك هو عين الفساد، وأمر الله تعالى أن يأخذوا زينتهم ويلبسوا عند كل مسجد {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}.
ويبين سبحانه وتعالى ما أحله الله من طيبات وما أراد الشيطان أن يحرمه عليهم.
ويبين سبحانه وتعالى أن مقاومة الشيطان إنما هي باتباع الهدى الذي يجىء على ألسنة الأنبياء {يا بني آدم إما ياتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.
وبين سبحانه وتعالى أن الشيطان يغرى أتباعه بمعاندة هؤلاء الرسل كما أغرى كبيرهم آدم وحواء بمخالفة أمر الله تعالى.
ثم يذكر سبحانه وتعالى مآل الطاغين على الرسل بإغواء الشيطان يوم القيامة وكيف يتطارحون الضلال بين الغاوين ومن أغووهم من شياطين الجن والإنس {حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِن لاَّ تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ (39)}.
وبين سبحانه وتعالى جزاء الذين استكبروا عن الحق بإهواء الشيطان، وفى مقابلهم جزاء الذين آمنوا وأطاعوا الله، ولم يغوهم الشيطان، وأن لهم الجنة، {وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43) وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44)}.
وكان بين أصحاب الجنة أصحاب الأعراف، وقد نادوا الظالمين الذين يعرفونهم {وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (49) وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ}.
بين الله تعالى من بعد ذلك أدت الذين عصوا واستكبروا قد جاءهم القرآن الكريم يهديهم، ويدعوهم إلى الحق، {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)}.
ولكنهم كفروا به، وطغوا، وطلبوا معرفة مآله، فبين سبحانه أنهم يعرفون مآل ما اشتمل عليه بقول الذين نسوه من قبل {قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (53)}.
بعد هذا البيان الحكيم في هذه السورة الكريمة وجه الله تعالى العقول إلى آياته في الكون، فقال: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)}.
وينهى رب الكون عن الفساد في الأرض، ويبين آياته سبحانه في إرسال الرياح بشرا بين يدى رحمته، وأنه سبحانه يرسل سحابا ثقالا، إلى الأرض الميتة ليحييها.
ويقص بعد ذلك قصص أنبيائه، ليسرى على محمد صلى الله عليه وسلم بقصصهم، وليسوق العبر والمثلات للمشركين ليعتبروا ويستبصروا، فيذكر خبر نوح مع قومه، ويرمونه بالضلالة، كما رمى المشركون محمدا بها، ويعجبون من أن الله أرسل رسولا، كما تعجبت قريش من رسالته صلى الله عليه وسلم، ويذكرهم بأن الله تعالى سينجى محمدا من شرهم كما نجى نوحا، {فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمًا عَمِينَ (64)}.
ويذكر من بعد نوح في هذه السورة الكريمة خبر هود مع قومه عاد، وكيف رموه بالسفاهة كما رمت قريش محمدا صلى الله عليه وسلم، وقد كان فيهم الصادق الأمين، وكيف كان ينصح لهم، ويذكرهم بما آتاهم الله تعالى من نعمة، وقد عجبوا أن جاءهم رسول منهم، كما عجبت قريش {قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70) قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ}، وقال لهم هود: {أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤكُم مَّا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ (71)}.